الأحد، 2 يوليو 2017

سفهاء الفكر الجديد

من أفضال الثورة على الفكر و تحرره لدى الشعب هو إظهار ما يُخفيه فى طياته من طهارة و رغبه في التطور و من سفاهه و قُدرة علي التدليس. تعدد المواقف و الأحداث منذ هذا التوقيت و ما تلاه كانت لها تأثير كبير على بلورة هذا التطور أو هذه السفاهه و عملت على توضيح الرغبة الصادقة في الحالتين. تجلى ذلك في المواقف المُتخذة و الأفعال التى هى التعبير الأصدق عن الأفكار التي قرر فيها الشخص أن يُرسخها كأرضه الصلبة التى تُبنى عليها مواقفه - حتى و إن تضاربت هذه الأفعال مع الأقوال - التى توضح لنا إختيار الشخص لأى من الجانبين. المُحزن في عملية التحرر الفكرى هم هؤلاء الأشخاص الذين قرروا اتخاذ السفاهة أو إن جاز الدقة في التعبير الجهل المقنن فى استخدام ملَكتهم التى أكرمهم الله بها بطريقة أقصى بعداً من الدناءة ألا و هى عرض الفكرة -و إن كانت على غير الصواب - بإستخدام مرادفات رنانة و أسلوب مختلف مشوق للمتلقى و الاكثر حُزناً و إيلاماً هو عدد "التابعين" لهؤلاء ليس إيماناً بما يقال و لكن إنبهاراً بكيف تُقال و تُثرد. هذه الملَكة إن استٌخدمت فى موضعها سيكون لها تأثير إيجابى يخدم الفكر بشكل مجرد. من الأرجح أن ما يصبوا له هؤلاء الملاعين هى تلك الأشياء التي يرفضوها كلامياً و يرجونها داخلياً. تتضح الصورة عن هؤلاء إما عن طريق تضارب ما يُقال مع أفعالهم و إما تغير الثوابت المزعومة لهم من آن إلى آخر و إما التسفيه من أى شخص رافض لآرائهم لمجرد الشعور بالزهو و الإنتصار -المزيف- و إعلاءاً لمبادئهم التى لا تخدم إلا هم بغض النظر عن ما يتشدقون به كلاماً فقط من ضرورة النظر لمصالح الغير أكثر من المصالح الشخصية و لكن هم صدقاً عنها مُعرِضون. هؤلاء هم الخطر المحدق على الإنسانية بوجه عام و على الرغبة في عملية التحرر الفكرى و تطوره بوجه الخصوص. 
إن كان الجهل ملاذ الجبناء فإن الجهل المقنن هو ملاذ السفهاء.
By ; Mahmoud elmelegy


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق