تاريخ حواء


مقدمة
تعد المرأة شريكاً أساسياً للرجل في تقاسم أمور الحياة، ولها دور فعال في بناء الحضارة الإنسانية ، وعلي جميع الاصعده تراها تساهم مع الرجل في مختلف الحقول الانسانية وتقدم افضل النتائج
فهيّ عماد المجتمع من منظور انها والدة ومربية للمجتمع بأسره في مدرسته الأولى على الأقـلّ التي تطبعه إلى حد بعيد في بقية مراحل حياته
فنري أنّ ما مرّت به عديد المجتمعات، قديما و حديثا، من تخلّف و انحطاط وانحلال، كان قد حصل لها بمعزل عمّا وقعت فيه من إهمال لوضعيّة المرأة و دورها فيها، و ما تعرضت له من إساءة خطيرة مخلّة بكرامتها وإنسانيّتها. و لو دقّقنا النّظر و التحليل لوضعيّة المجتمعات المتخلّفة و في أسباب تخلّفها لوجدنا أنّ ذلك، في جزء كبير منه، يعود إلى الطبيعة السيئة لوضعيّة المرأة فيها. فإذا كانت المرأة مهملة ومحتقرة، تعيش وضعيّة الدّنيّة والجهل والقهر وسحق للشخصيّة وعدم الاعتبار، فلا غرابة أن ينشأ الأبناء أيضا عل الجهل و ضيق الأفق و ضعف الشخصيّة و تذبذبها.
فستناول في هذه الدراسه
الباب الاول ويتناول أوضاع المرأه قديما وتداخلاتها في تاريخ الحضارات والاديان ويشمل
الفصل الاول : وضع المرأه في الأديان
الفصل الثاني : وضع المرأه في الحضارات القديمة
الفصل الثالث : أساطير نسائية
الفصل الاول
وضع المرأه في الأديان
المرأة فى اليهودية
كانت المرأة فى المجتمع اليهودى مملوكة لأبيها قبل الزواج وكان فى وسعه ان كان فقيرا ان يبيعها قبل ان تبلغ الحلم لتكون جارية (سفر الخروج إصحاح 21 فقرات 7-12)
كما كان له الحق المطلق فى ان يزوجها بمن يشاء ، وكانت تشترى منه عند نكاحها لان المهر كان يدفع لأبيها او لأخيها على انه ثمن شراء ثم تصير مملوكة لزوجها وهو سيدها المطلق
(سفر التكوين الإصحاح 18 الآيه12)
وكان الاسم الذى يطلقه العبرانيون على الزوجة هو ((بولة)) يعنى المملوكة واذا مات زوجها ورثها وارثه لانها جزء من التركة كما كان للزوج ان يبيع زوجته ان شاء مثلما فعل النبي هوشع اذ باع زوجته بخمسين شاقلا ولكنه ندم بعد ذلك أشد الندم
والمرأة عندهم فى مكانه دنيا تنزلق الى مستوى الماشية والأشياء فهى جزء من البيت الاسرائيلى
(سفر التكوين الإصحاح(38 الآيه 101)
الذى يتكون من المرأة والعبد والثور والحمار والأشياء الأخر
(سفر الإصحاح 21 الآية 3)
ويرجع انحطاط مركز المرأة عند اليهود الى اعتقادهم بان حواء هى المسئولة عن طرد آدم من الجنة فهى التى غرر بها الشيطان وهى التى تولت إغراء الرجل فكانت الخطيئة الأولي التى رزح تحتها البشر وطردوا من الجنة حيث لا شقاء ولا متاعب والعهد القديم (التوراة) صريح فى تحميل حواء مسئولية هذه الخطيئة الفادحة ففى سفر التكوين الإصحاح الثالث (فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة العيون وان الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمارها وأكلت وأعطت رجلها ايضا معها فأكل) ولما سأل رب التوراة أدمها هل أكلت من الشجرة التى اوصيتك الا تأكل منها وشى آدم التوراة بزوجته فقال : المرأة التى جعلتها معى هى التى اعطتنى من الشجرة
وانتقلت هذه العقيدة بعد ذلك الى المسيحية ففى العهد الجديد (الإنجيل) أن آدم لم يغو ولكن المرأة أغويت فحصلت فى التعدى
لم ترفع التوراة من قدر المرأة
(ففى سفر الجامعة الإصحاح (7فقرات 26-29)
(ان المرأة أمر من الموت وان الصالح التقى هو الذى ينجو منها) ، (رجل واحد بين الف وجدت اما امرأة فلم اجد واحدة بين اولئك) وتقول التوراة أيضا:
لقد بدأ الذنب من طرف المرأة وان المرأة هى التى توجب موتنا
والمرأة فى التوراة نجسة فى المحيض لمدة سبعة أيام فكل ما تلمسه من طعام او كساء او إنسان وحيوان ينجس :
(فيتحدث سفر اللاويين فى الإصحاح 15 فقرات 19-24)
فيقول :
اذا كانت امرأة لها سيل دما فى لحمها فسبعة ايام تكون فى طمثها وكل من مسها يكون نجسا الى المساء وكل من مس متاعا تجلس عليه يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا الى المساء وان كان الفراش او على المتاع الذى هى جالسة عليه عندما يمسه يكون نجسا الى المساء وان اضطجع معها رجل فكان طمثها عليه يكون نجسا سبعة ايام وكل فراش يضطجع عليه يكون نجسا
وتحدثنا التوراة ايضا بان المرأة اذا ولدت فانها تكون نجسة لمدة ثمانية ايام وعليها ان تقضى ثلاثة وثلاثين يوما فى تطهير نفسها ، اما اذا ولدت انثى فتكون نجسة لمدة اسبوعين اما الفترة التى تقضيها فى التطهير فهى ضعف الايام التى تقضيها اذا كان المولود ذكر وهى سته وستين يوما
يقول ( فى الاصحاح 12 فقرات 1-6)
اذا حبلت امرأة وولدت ذكرا تكون نجسة سبعة ايام كما فى ايام طمث علتها تكون نجسة وفى اليوم الثامن يختن لحم غرلته ثم تقيم ثلاثة ثلاثين يوما فى دم تطهيرها وفى كل شئ مقدس لا تمس والى المقدس لاتجئ حتى تكمل ايام تطهيرها وان ولدت انثى تكون نجسة اسبوعين كما فى طمثها ثم تقيم سته وستين يوما فى دم تطهيرها
أحكام قاسية وقعت ببنى اسرائيل الى طرد المرأة خارج الدار ما دامت فى حيضها ونفاسها لكيلا يقعوا فى كل هذه المحظورات او فى بعضها
كما يعتقد اليهود بان الاولاد من نتاج الخصية اليمنى وان البنات من نتاج الخصية اليسرى لانها فى اعتقادهم اصغر واضعف من اليمنى
والشريعة اليهودية تقضي بأنه اذا توفي شخص بدون أن ينجب أولادا تصبح ارملته المسماه عندهم (ياباماه) زوجة تلقائيا لشقيق زوجها او أخيه لأبيه ويسمى عندهم (يابام) ويجب عليه نفقتها ويرثها اذا توفيت واذا انجب منها ينسب الأولاد الجدد الى الاخ المتوفي حتى لا يمحى اسمه من بنى اسرائيل واذ لم يكن للمتوفي أخوة بالغون انتقلت الارملة الى بيت أبيها واحنبست حتى يكبر الأخوة الصغار
(سفر التكوين الاصحاح 38 الآية 11)
وهى تعتبر فى تلك الاثناء موقوفة على ذمتهم ويمنع عليها الاتصال بالرجال فأن فعلت عدت زانية وعوقبت بالحرق
(سفر التكوين الاصحاح 38 الآية 24(
فأن لم يكن للميت أخوة فرض هذا الواجب على أقرب الاحياء من أسرته ولا يصح الياباما ان تتزوج من غير الياباما الا اذا خلصها بطريقة تشبه الطلاق وتسمى فى شريعتهم (الحاليصا)
(فقد جاء فى الاصحاح 25 من سفر التثنية الايات 5-10)
اذا سكن أخوة معا ومات واحد منهم وليس له ابن فلا تصير امرأة الميت الى خارج لرجل أجنبي أخو زوجها يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخى الزوج والبكر الذى تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يمحى اسمه من اسرائيل وان لم يرضى الرجل ان يأخذ امرأة أخية تصعد امرأة أخيه الى الباب الى الشيوخ وتقول قد أبي أخو زوجي ان يقيم لأخيه اسما فى اسرائيل لم يشأ أن يقوم لى بواجب أخى الزوج فيدعوه شيوخ مدينته ويتكلم معه فان اصر وقال لا ارضى ان اتخذها فتقدم امرأة أخيه اليه امام أعين الشيوخ وتخلع نعله من رجله وتبصق فى وجهه وتصرخ وتقول هكذا يفعل بالرجل الذى لا يبني بيت أخيه فيدعي اسمه فى اسرائيل بيت مخلوع النعل
ومن يرفض زواج امرأة أخيه المتوفي يصيبه العقاب الإلهي فتخبرنا التوراة ان يهوذا حينما مات ابنه البكر (عير) أمر ابنه الآخر (اونان) ان يتزوج (ثامار) أرملة أخيه المتوفي فلما رفض (أونان) أصابه العقاب الآلهى ومات
(سفر التكوين الاصحاح 38 الآية 8-10)
ويعلق الاستاذ عبد الحميد جودة السحار على هذه الفقرات من التوراة بقوله :
ان عادة زواج الأخ من زوجة أخيه المتوفي عادة يابانية فهل يمكن ان تتصور ان الها يأمر بخلع نعل رجل لا يرغب فى الزواج من امرأة أخيه وان يحرضها على ان تبصق فى وجهه انه اله سوقي لا يمكن ان يكون له مكان الا فى عقول مريضة أضناها الأسر وتأثرت بأسوأ ما فى اساطير الشعوب
التلمـــــــود
لم يكتف اليهود لعنهم الله بما جاء في توراتهم من تعاليم تبيح الغدر والمكر وسفك الدماء فأخذ الرابنيون والحاخامات يفسرون التوراة حسب أهوائهم وبالشكل الذي يرضى غرائزهم الشريرة ونزوعهم إلى عمل المنكرات واستعلائهم على بقية أجناس البشر فألفوا كتابهم المسمى بالتلمود ومعناه ((ديانة اليهود وآدابهم)) وهم يقدسون هذا الكتاب ويعدونه أهم من التوراة ويرون أن من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت وأنه لا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط لان أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء في شريعة موسى ويقول احد علمائهم واسمه (كرافت) (اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء ويقول آخر واسمه (ميمانود) ((أن مخافة الحاخامات هي مخافة الله)) ويقول ثالث ((أن من يقرأ التوراة بدون التلمود فليس له اله))
وهذا التلمود الذي هو أفضل من أقوال الأنبياء كما يزعمون يعطى اليهودي الحق في اغتصاب النساء غير المؤمنات (اى غير اليهوديات)
يقول التلمود : اليهودي لا يخطئ إذا اعتدي على عرض الأجنبية لان كل عقد نكاح عند الأجانب فاسد لأن المرأة غير اليهودية تعد بهيمة والعقد لا يوجد بين البهائم
والزنا بغير اليهود ذكورا كانوا أو إناثا لا عقاب عليه لأن الأجانب من نسل الحيوانات
ومن رأى في المنام انه يجامع والدته فسيؤتي الحكمة ومن رأى أنه يجامع أخته فمن نصيبه نور العقل
ومصرح اليهودي أن يسلم نفسه للشهوات إذا لم يمكنه مقاومتها وليس للمرأة اليهودية أن تبدي أية شكوى إذا زني زوجها بأجنبية في المسكن المقيم فيه مع زوجته
واللواط بالزوجة جائز لليهودي لأن الزوجة بالنسبة للاستمتاع كقطعة لحمة اشتراها من الجزار ويمكنه أكلها مسلوقة او مشوية حسب رغبته هكذا يقول التلمود
ويقول نيوفلد صاحب كتاب ((قوانين الزواج عند العبرانيين الاقدمين)
) ان التلمود والتوراة معا اباحا تعدد الزوجات على الإطلاق) ومن اقوال احد الأحبار فى هذا المعنى يستطيع الرجل ان يتزوج اى عدد من النساء يشاء وان كان بعض الربانيين ينصحون بالقصد فى عدد الزوجات
كما اجازت اليهودية الطلاق فى بعض الحالات مثل : زنا الزوجة ، واذا ظلت عقيما عشر سنين من الزواج ، واذا عصت الزوجة أوامر الشريعة اليهودية بأن سارت امام الناس عارية الرأس ، واذا رأى الرجل زوجته شيئا معيبا كما كان فى وسع الرجل ان يطلق زوجته اذا وجد أمرأة أخرى أجمل منها
وجملة القول ان قوانين التلمود بوجه عام من وضع الرجال وانها لذلك تحابى الذكور محاباة من قوتها ان بعثت فى نفوس أحبار اليهود الفزع من المرأة وكانوا يرون ان المرأة خفيفة العقل وهم يأسفون أشد الآسف لما جبلت عليه المرأة من ثرثرة :
لقد نزلت على العالم عشرة مكاييل من الكلام أخذت المرأة منها تسعة وآخذ الرجل واحدا
كما كانت شهادة مائة امرأة فى القضاء تعدل شهادة رجل وكانت حقوق النساء الملكية محددة فى التلمود بالقدر الذى كانت محدد به فى انجلترا فى القرن الثامن عشر فمكاسبهن وما يئول اليهن من ملك لهن حق لازواجهن
المرأة في المسيحية
أعزت المسيحية المرأة بعض الاعزاز وحمتها بعض الحماية من المهانة التى كانت تمنى بها فلا جرم ان تهرع النساء الى المسيحية افواجا لانهن احببن من تعاليمها (انه لا يهودى ولا اغريقى ولا عبد ولا حر ولا ذكر ولا انثى كلكم واحد فى يسوع المسيح) فى وقت كانت النساء فيه محتقرات ينظر اليهن على انهن يقمن بعمل ثانوى فى النسل حتىلقد كان اليهودى الورع يحمد الله دائما انه لم يخلقه غير يهودى ولم يجعله عبدا ولا امرأة .
وقد قامت المسيحية فى أول عهدها على جهد النساء الى حد كبير فكن مبشرات وكان يهبن لها المال ويذعنها فى حماسة وقد اعترف بهن قسيسات وبلغت القسيسات عشرات وأظهرت المبشرات كثيرا من ضروب الشجاعة والايمان والتمسك بالعقيدة واحتملن العذاب راضيات .
ولكن اعزاز المسيحية للمرأة كان بقدر ضئيل لم يرفع من شأن المرأة ولم يطلقها من سلطان الرجل ولم يحمها من عسفه وازدرائه ولم يضف اليها حقا من حقوقها الكثيرة المسلوبة فالانجيل : يخص الرجال بالذكر دون النساء .
لان الرجل مخلوق على صورة الله اما المرأة فانها مخلوقة من جنب الرجل
وقد ابدت اراء رجال الدين ان المرأة ساقطة المكانة وانها خلقت للرجل .
ففى رسالة بولس الى أهل كورنثوس :
اريد ان تعلموا ان رأس كل رجل هو المسيح واما رأس المرأة فهو الرجل
)الاصحاح الحادى عشر -3(
لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل
)الاصحاح الحادى عشر -8(
وجاء فى رسالته الى أهل افسس :ايها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب.لأن الرجل هو رأس المرأة كما ان المسيح ايضا رأس الكنيسة
)الاصحاح الخامس 22 ،23 (
وان كان قد أوصى الرجال بحب النساء .
ايها الرجال احبو نساءكم كما احب المسيح الكنيسة
)الاصحاح الخامس 25 (
وشبيه بهذا ما ورد فى رسالة بطرس الاولى
)الاصحاح 3:1-10(
وقد فسر بعض رجال الدين قصة آدم وحواء كما وردت فى الانجيل بأن المرأة خليفة الشيطان فهي جديرة بالاحتقار لانها هى التى اغوت آدم بالخطيئة التى من أجلها بعث الأب ابنه الفريد عيسى ليصلب فيغسل ذنوب البشرية .
ويقول جراتيان فى كتابه القرار الذى اتخذته الكنيسة بصفة غير رسمية جزءا من تعاليمها : كل ادمى ولد نتيجة لاتصال الرجل بالمرأة يولد ملوثا بالخطيئة الاولى لا ينجيه من الخبث واللعنة الا رحمه الله وموت المسيح الذى كفر عن آثامه
ويرى ترتوليان(ان الجنس هو ثمره خطيئة حواء وآدم وان الجنس البشرى كان سيتكاثر فى الجنة بأسلوب طاهر غير جنسى(
ويقول عن المرأة : (انها مدخل الشيطان الى نفس الانسان وانها دافعة بالمرء الى الشجرة الممنوعة ناقضة لقانون الله ومشوهه لصورة الله – اى الرجل(
يقول القديس اوغسطين Ogasten
)ان المرأة يجب ان تعتبر قاصرا وهى متزوجة وأم لان المرأة دابة او مخلوق لا حزم فيه ولا ثبات على رأى(
ويقول توماس اكويناس (1225-1274م(
)ان المرأة خاضعـة للرجل لضعف طبيعتها الجسيمة والعقلية معا والرجل مبدأ والمرأة منتهاه كما ان الله مبدأ كل شئ ومنتهاه ويجب على الابناء ان يحبوا اباءهم اكثر مما يحبون امهاتهم(
ويقول ايضا : (لقد بحثت عن العفة بينهن ولكن لم اعثر على اى عفة يمكن ان تعثر على رجل من الالف رجل اى عفة وحياء ولكن لم تتمكن من اى تعثر على امرأة واحدة لها عفاف وخجل)
ويقول كرأى سوستام Crai Sostam الذى يعد من كبار اولياء الديانة المسيحية فى شأن المرأة : (هى شر لابد منه ووسوسة جبلية وآفة مرغوب فيها وخطر على الاسرة والبيت ومحبوبة فتاكة ورزء مطلى مموه)
ومن عجب ان يبحث المجتمعون فى مجمع ماكون (581) فيما اذا كان للمرأة نفس وهل تعد من البشر وبعد جدال طويل عنيف كان الجواب ان لها نفسا وانها بشر ولكنه كان بأكثرية قليلة .
ورجال الدين المسيحيون يعتبرون المرأة ينبوع المعاصى وأصل السيئة والفجور وان العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة هي نجس فى نفسها يجب ان تجتنب ولو كانت طريق نكاح وعقد رسمي مشروع ، ومن هنا ساد فى المسيحية الاعتقاد بأن العزوبة أمثل من الزواج وفى هذا يقول بولس :
(ان من يزوج ابنته يأت عملا طيبا ولكن من لا يزوجها يأت ما هو خير)
(انه من الخير للرجل ان يظل عزبا الا ان أخاف الوقوع فى الخطيئة)
واننى انصح الايامى من الرجال والنساء ان يقتدوا بى فيظلوا على ما هم عليه . فان لم يقو احدهم على العفة فلا مندوحة له حينئذ عن الزواج فلان يتزوج خير من ان يكون وقودا لنار جهنم.
ويعلق ترتوليان(160-240م) عن هذه الفترة الاخيرة مع رساله بولس الرسول فيقول :
ان الافضل من حالتين لا يلزم ان يكون خير فى ذاته فلان ينفد الانسان عينا واحدة افضل من ان يفقد كلتا عينيه ولكن فقد عين واحدة ليس من الخير فى شئ فكذلك الزواج فهو لمن لم يقو على العفة افضل من ان يحرق بنار جهنم ولكن الخير ان يتقى الانسان الامرين ما فلا يتزوج ولا يعرض نفسه لعذاب النار . وان قصارى ما يحققه الزواج ان يعصم الفرد من الخطيئة على حين ان التبتل يروض على اعمال القديسين ويذلل له السبيل الى منزله الاشراق ويتيح له ان يأتى بالمعجزات
وينظر كثير من فقهاء الكنيسة المسيحية هذه الحقائق على انها من الامور المسلمة فى الدين بالضرورة اى التى لا يجوز انكارها ولا شك فيها . حتى ان مجمع مديولالس المسيحي قد حكم فى اواخر القرن الرابع الميلادي على الراهب جوفينيال Gaveniad بالطرد من الكنيسة لانه عارض المبدأ المسيحى الذى يقرر ان التبتل خير من الزواج وينظر هؤلاء الفقهاء كذلك الى الزواج على انه مجرد ضرورة ابقاء النوع الانسانى ولصيانة الفرد من الفاحشة ومن ثم لا ينبغى فى نظرهم للمسيحى المتزوج ان يطلق لنفسه العنان فى اشباع شهواته ، بل ينبغى ان يقيد من ذلك بقصد واعتدال وفى الحدود التى تحقق الذرية والنسل .
فيكون شأنه شأن الزارع الذى اذا بذر البذرة انتظر الحصاد بدون ان يلقى فى الارض بذورا أخرى.
وقد ذهبت فرقة المارسينيين وهى فرقة مسيحية اعتنقت مذهب مرسيون الى ما هو ابعد من ذلك فحرمت الزواج تحريما باتا على جميع افراد نحلتها كما فعلت فرقة الحسديين من اليهود واوجبت على كل متزوج يرغب فى اعتناق مذهبها من الذكور والاناث ان يفترق عن زوجة ، وبدون ذلك لا يمكن قبوله ولا تعميده . ومع ان الفرق المسيحية الباقية الى عصرنا الحاضر لم تأخذ بهذا المذهب فان نظرة المسيحية الى التبتل على انه الحالة المثلى والى الزواج على انه مجرد ضرورة ، وقد ادت بالتدرج الى نظام العزوبة المفروض على القسيسين والرهبان فى المذهب الكاثوليكى .
فكان الرهبان بفرون من ظل النساء ويأثمون من قربهن والاجتماع بهن وكانوا يعتقدون ان مصادقتهن فى الطريق والتحدث اليهن ولو كن أمهات وازواجا او شقيقات تحبط اعمالهم وجهودهم الروحية – منهم من كانوا يفخرون بعدد السنين التى لم ينظروا فيها الى وجه امرأة .
ويروى قيصريوس الهيسترباخى عن رئيس دير وراهب شاب خرجا راكبين معا ووقعت عينا الشاب على النساء للمرة الاولى فسأل رئيس الدير من هؤلاء فأجابة هؤلاء شياطين وكان (سان بونافنتور) يقول لتلاميذه: (اذا رايتم المرأة فلا تحسبوا انكم ترون كائنا بشرية ولا كائنا وحشيا ، وانما الذى ترونه هو الشيطان بذاته والذى تسمعون هو فحيح الافعى.
وقد مرت الرهبانية بمراحل : فكانت فى المرحلة الاولى هروبا من الناس وبعدا عن المدن والقرى الزاخرة بالادناس وانطلاقا فى الصحارى والبرارى ولجوءا الى الكهوف بقصد محاربة الجسد والاكثار من العبادة والتأمل مع المحافظة على الوحدة والتفرد .
وبمرور الزمن كثر عدد الراغبين فى الترهب ومال هؤلاء الى نوع من الاجتماع والمعاشرة اذ تعرض بعضهم الى عدوان اللصوص والمجرمين فبنوا لهم صوامع متجاورة ثم انتهى بهم الامر الى بناء اسوار عالية تضم بداخلها عددا من الصوامع فنشأ عن ذلك الدير وكثرت بعد ذلك الاديار وانتشرت هنا وهناك .
يقول (ليكى) فى كتابه تاريخ اخلاق اوربا .
زاد عدد الرهبان زيادة عظيمة ، وعظم شأنهم واستفحل أمرهم واسترعوا الانظار وشغلوا الناس ، ولا يمكن الآن احصاؤهم بالدقة ، ولكن مما يلقى الضوء على كثرتهم وانتشار الحركة الرهبانية ما روى المؤرخون انه كان يجتمع ايام عيد الفصح خمسون الفا من الرهبان ، وفى القرن الرابع المسيحى كان راهب واحد يشرف على خمسة الاف راهب وكان الراهب سرابين يرأس عشرة الاف ، وقد بلغ عددهم فى نهاية القرن الرابع عدد أهل مصر
وكان الرهبان يتجولون فى البلاد ويختطفون الاطفال من حجور أمهاتهم ويهربونهم الى الصحراء والاديار ويربونهم تربية رهبانية والحكومة لا تملك من الامر شيئا حتى كانت الامهات يسترون اولادهن فى البيوت اذ رأين الراهب أمبروز
ثم أخذت بعض النساء فى القرن الرابع ينافسن الرهبان فتركن انفسهن للفقر والطاعة حيث أخذت الاديرة النسائية تنتشر ولم يحل عام 1300 م حتى كان عدد الراهبات فى اوروبا لا يقل عن عدد الرهبان .
ولا يتوهم احد ان المسيحية بأسرافها فى الرهبانية والزهد ومكابرتها للفطرة والواقع قد استطاعت ان تصلح أخلاق الناس وتعلمهم الفضيلة لان هذا لم يحدث ذلك ان الكبت العنيف التى تفرضه التعاليم المتزمنة المخالفة للفطرة لا يمكن تنفيذه ولابد من ان يؤدى فى النهاية الى نتيجة عكسية والتاريخ خير شاهد على ذلك . فقد اجمع المؤرخون ان حركة الفجور والاباحية وحركة الغلو فى الزهد والرهبانية كانتا تسيران فى البلاد المسيحية فى القرون الوسطي جنبا الى جنب فكانت الرهبانية معتزلة فى الصحــارى والخلــوات لا سلطان لها على الحياة وحركة الخلاعة والاباحية منتشرة فى المدن والحواضر .
ويصور ليكى ما كان عليه العالم المسيحى فى ذلك العصر من التأرجح بين الراهبانية والفجور فيقول : (كانت الدنيا فى ذلك الحين تتأرجح بين الرهبانية القصوى والفجور الاقصى .وان المدن التى ظهر فيها أكثر الزهاد كانت أسبق المدن فى الخلاعة والفجور ، وكان الضمير الانسانى ربما يخاف الدين ووعيده ولكنه أمن وأطمئن لاعتقاد أن الادعية وغيرها تكفر جميع أعمال الانسان).
أما ول ديورانت : فانه يقول : بأن العلاقات الجنسية قبل الزواج وفى خارج نطاق الزواج كانت منتشرة فى القرن الثانى عشر الميلادى وأن الاطفال غير الشرعيين كانوا منتشرين فى جميع العالم المسيحى وأن بعض النساء الذاهبات الى الحجكن يكسبن نفقة الطريق ببيع اجسادهن فى المدن القائمة فى طريقهن . وان بعض النساء كن يعتقدن ان روعهن فى آخر الاسبوع يكفر عن مرحهن ، كما أن الاغتصاب كان شائعا وكذلك مضاجعة المحارم فى تلك الايام كما انتشر الفسق بين الشبان من ابناء الاشراف بل كانوا يفسقون فى الكنائس بل على المذبح نفسه .
ويقول ايضا : بأن بعض المدن اباحت قانونا للدعارة بحجة انه بغير هذا الدنس لا تستطيع النساء الصالحات ان يخرجن الى الشوارع وهن آمنات على انفسهن . وكتب القديس أوغسطين فى هذا يقول : (اذا منعت العاهرات والمواخير اضطريت الدنيا من شدة الشبق)
وقد قرر لويس التاسع عام1254 نفى جميع العاهرات من فرنسا ونفذ هذا القانون فعلا ولكن الدعارة السرية لم تلبث ان حلت محل الدعارة العلنية وعم انتقاد هذا القانون حتى الغى فى عام 1256 .
وقد ادى انتشار الدعارة والفسق فى اوروبا فى القرون الوسطى الى اختراع حزام العفة لصد الزوجات عن الزنا أثناء تغيب ازواجهن.
ويري المؤرخون ان الحملات الصليبية التى قام بها غلاه المسيحيين باسم الدين كانت سببا فى كثرة العاهرات وبخاصة فى الموانى التى كانت تبحر منها أساطيلهم او ترسو عليها اذ كن يتسابقن فى عرض أنفسهن على المقاتلين لا بل أبحر معهم كثيرات منهن .
وقد عمل احصاء فوجد ان عدد البغايا اللائى صحبن الحملات الصليبية فى سنه واحدة قد بلغ ثلاثة عشر الفا .
المرأه في الاسلام
ينظر الإسلام إلى المرأة كونها تلعب دور أسري في الأساس كونها الأم والأخت والزوجة، وأنها شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة. وبرز في عدد من العصور والأماكن العديد من النساء المسلمات في مناحي الحياة السياسية والقضائية والتجارية والثقافية والاجتماعية.
فقد أشار القرآن لبني آدم في مواقع عديدة وإلى الرجال والنساء معا منها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
فالمرأة مكلفة مع الرجل من الله جل جلاله في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض.
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
والمرأة على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال عند الله. وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا
وقدسية حياة المرأة والرجل على مرتبة واحدة من المكانة والصون عند الله مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ
والمرأة منبت البشرية ومنشئة أجيالها
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
والمرأة في الزواج سكنا ومصدرا للمودة والحنان والرجل لها ذلك وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
وأناط الله على الرجل والمرأة السواء مهمة تكاثر السلالات البشرية وتعارفها وتعاونها ، واقامة الاسرة باعتبارها الوحدة البنائية الاولى والاساس في اقامة المجتمعات البشرية ، من غير تمايز بينهم على اساس الجنس او اللون او العرق .. والعمل الصالح وتحقيق الخير للناس هو مادة التنافس بينهم ، وهو معيار التفاضل بينهم عند ربهم
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
ومسؤولية الحياة وتصريف شؤونها ورعاية مصالح العباد تقع على عاتق الرجل والمرأة سواء بسواء وبما اختص كلا منهما من واجبات وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وفي حديث « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ».
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا وفي الحديث
«النساء شقائق الرجال»
والشورى والتشاور والتناصح مسؤولية مشتركة بين الرجال والنساء وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وفي السيرة تجاوز المسلمون أخطر ازمة في بداية تاريخ الإسلام يوم صلح الحديبية بحكمة امراة ومشورتها وهي أم المؤمنين أم سلمة – رضي الله عنها.
فقد أعطى الإسلام المرأة قيمة إيمانية تعبدية، فضلا عن قواعد تنظيمية حياتية تحقق مصالح المجتمع، فأمر بالسمع والطاعة للأم، حيث جعل الله طاعة الوالدين وبرهما والإحسان إليهما مقرونا بطاعته وعبادته في أربعة مواقع منفصلة بالقرآن.
الفصل الثاني
وضع المرأه في الحضارات القديمة
اختلفت المسميات وظلت المرأه عبر الحضارات ركن اصيل منها فقد بحثوا عنها في معتقداتهم الاولي
فهي ايزيس ربة القمر والأمومة و إلهة الأمومة والسحر والخصوبة وهي ماعت إلهة الحق والعدل لدي قدماء المصريين
وهي عشتار إلهة الحب والشهوه، الجمال والتضحية في الحروب عند البابليين،ويقابلها لدى السومريين إنانا، وعشاروت عند الفينيقيين، وأفروديت عند اليونان، وفينوس عند الرومان.وهي الات والعُزي ومناة عند العرب !!
الفصل الثاني
وضع المرأه في الحضارات القديمة
حين نلقي نظره خاطفه علي الحضارات القديمة فسنجد تحقير لمكانه المرأه وتقليل من شأنها في المعظم لا الكل
المرأه في الحضارة الفرعونية
شأن المرأه في الحضارة الفرعونية يختلف عن باقي الحضارات
فالمرأة عندهم سامية القدر عالية المنزلة لها ان تتولى الملك اذا فقد الوارث للعرش من الذكور
ونري ذلك في الوصية التى اذاعها متاحتب – ابن ملك من الاسرة الخامسة – لما طعن فى السن على بنى وطنه وجاء فيها
((اذا كنت عاقلا فاجد تموين بيتك واحبب امراتك ولا تشاحنها وغذها وزينها وعطرها ومتعها ما حييت فهى ملك يجب ان تكون جديرة بالمالك ولا تكن معها فظا غليظا)
كذلك استطاعت المرأة المصرية فى التاريخ الفرعونى الدخول فى العديد من ميادين العمل المختلفة ووصل التقدير العملى لها لدرجة رفعها إلى عرش البلاد فقد تولين المُلك فى عهود قديمة , ومنهن (حتب) أم الملك خوفو، و( خنت) إبنة الفرعون منقرع ، و( اباح حتب) ملكة طيبة ، و( حتشبسوت) إبنة الفرعون آمون ، و(تى) زوجة إخناتون ، و( كليوباترا) وقصتها الشهيرة مع مارك أنطونيو ، والتى حظيت بالإهتمام الأدبى على مستوى العالم أجمع .
كما عملت المرأة بالقضاء مثل نبت ( Nepet ) وهى حماة الملك بيبى الأول من الأسرة السادسة ، وتكرر المنصب خلال عهد الأسرة السادسة والعشرين وأيضاً العمل بمجال الطب مثل بثت (Psechet) والتى حملت لقب كبيرة الطبيبات خلال عهد الأسرة الرابعة ، ووصلت الكاتبات منهن لمناصب (مديرة – رئيسة قسم المخازن مراقب المخازن الملكية – سيدة الأعمال – كاهنة ).
ولكن برغم هذا لم يحكم مصر سوى خمس ملكات مقابل أربعمائة وسبعين ملكا مما يعطيك ان الطابع الذكوري هو المتسيد
ظلت المرأة المصرية القديمة ذات مكانة مرموقة فى المجتمع حتى استولى البطالمة على حكم مصر فانحطت منزلته
المرأة في الحضارة البابلية
المرأة فى شريعة حمورابى – التى اشتهرت بها بابل – كانت تحسب من عداد المواشى المملوكة فلا يحق للزوجة ان ترث زوجها بعد موته كما لا يحق لها ان ترث اباها لان التركة كانت للذكور وحدهم الذين اعتبروا امتدادا لشخصية ابائهم
وفى الوقت الذى كان المجتمع البابلى ينظر الى المرأة نظرة احتقار وازدراء نجده ينظر الى كاهنات المعبد نظرة اجلال واحترام فقد كانت الكهانة عندهم اسمى مهن المرأة فكانت الكاهنة تتبوا مركزا ساميا جدا فى المجتمع وكن موضع التقدير والاحترام بين افراد المجتمع وكانت اعظم الكاهنات شانا تلقب بعروس الرب ثم تليها كاهنات كثيرات كن فيما يلوح زوجات ثانويات للرب وقد كن يعيشن فى المعبد فى دير صغير جميل وكان عليهن ان يحرصن على سمعتهن حرصا شديدا ولقد كان مجرد دخولهن حانة من الحانات يعرضهن لعقوبة الموت حرقا ، واذا كان من غير المحقق ان عروس الرب هذه كانت تتخذ لها بعلا آخر من بنى الانسان فان المؤكد أن الزوجات الثانويات كن يفعلن هذا
المرأة فى الحضارة الفارسية
الفرس يعتبرون المرأة مخلوقا نجسا يجب تجنبه وخاصة فى ايام (الحيض والنفاس) لانها اذا ما مست اى شئ فى هذه الفترة فانها ننجسه ولذلك اقاموا لنسائهم خياما صغيرة فى ضواحى المدينة فى ايام حيضهن ونفاسهن ولا يجوز لاحد مخالطتهن قطعا وتعرف تلك الخيام باسم اخمى وكان يجب على الخدم الذين يعهد اليهم بتقديم الطعام والشراء لهؤلاء النسوة ان يلغوا مقدم انوفهم واذانهم وايديهم بلفائف من القماش الغليظ حتى لا ينجسوا اذا ما مسوا الخيام والاشياء المحيطة بهن بل وصل بهم التطرف الى اعتبار ان الهواء المحيطة بهؤلاء النسوة هواء ملوثا بالنجاسة
انها كانت محرومة من كل الحقوق والواجبات فلم يكن لها اى منزلة او مقام كريم ذلك لان منازل العزة كلها للرجال لانهم ذوو فائدة اقتصادية لابائهم وحربية لملوكهم ومن اقوالهم فى هذا المعنى
ان الرجال لا يدعون الله ان يرزقهم بنات ، والملائكة لا تحسبهن من النعم التى انعم بها على بنى الانسان
كما كان الحجاب شديدا على نساء الطبقة الراقية حتى كن لا يخرجن الا فى هوادج مرخاة عليها السدول وكان محظورا عليهن ان يخالطن الرجال فى مجتمع عام او خاص بل لقد حيل بين المتزوجات ورؤية ابائهن او اخوتهن اما الفقيرات فكان يسمح لهن بالخروج لاضطرارهن الى الكد والعمل ولكن فى حدود اما الخليلات والحظايا فكن يتمتعن بقسط عظيم من الحرية لان المفروض فيهن انهن يرفهن عن سادتهن وعن ضيوفهم
ولحراسة نساء الطبقة الراقية اضطر الرجال الى استخدام الخصيان للحراسة ، فكانت قصور الملوك تموج بالخصيان وكان خمسمائة من الغلمان الخصيان يرسلون من بابل كل عام ليكونوا (حفظة النساء) فى القصور الايرانية
كما كان التسرى من المتع التى اختص بها الاغنياء (لان شريعة زرادشت اباحت التسرى وتعدد الزوجات واتخاذ الحظايا والخليلات) فلم يكن الاشراف يخرجون للحرب الا ومعهم سراريهم وكان عدد السرارى فى قصر الملك فى العصور المتأخرة من تاريخ الامبراطورية يتراوح بين 329 ، 360 فقد اصبحت العادة فى تلك الايام الا يضاجع الملك امرأة مرتين الا اذا كانت رائعة الجمال
وكان الفارسى لا يعرف العلاقات الجنسية قانونا الا قانون ارادته فكان فى وسع الواحد منهم ان ينكح اقرب النساء اليه فكان الرجل يتزوج بنته وأخته سواء كانت شقيقـة
او غير شقيقة بل كان له ان يتزوج أمه وان يجمع بين الاختين – لان الزرادشتية تبيح ذلك ايضا – واستمرت عادة زواج الاخ بأخته والاب ببنته والابن بأمه حتى العهد الساسانى
المرأة فى الحضارة اليونانية
مكانه المرأة فى الحضارة اليونانية نجد انها تخبرنا بأن مركز المرأة ومكانتها فى هذه الحضارة لا يختلف كثيرا عن مركزها ومكانتها فى الحضارة البابلية او الفارسية ذلك لان الاغريق عامة كانوا يعدون المرأة من المخلوقات المنحطة لانها فى زعمهم ينبوع جميع آلام الانسان ومصائبه لذا اعتبرها فيلسوف اليونان الاكبر سقراط مصدر كل الازمات والانهيارات فى العالم وكان يشبهها بالشجرة المسمومة ظاهرها جميل ولكن عندما تأكل منها العصافير فانها تموت
اما ارسطو فانه اعتبرها رجلا غير كامل لان الطبيعة لا تخلق نساء الا عندما لا تقدر على خلق رجال لذلك تركتها الطبيعة فى الدرك الاسفل من سلم الخلقة وهو القائل : (( ان المرأة للرجل كالعبد للسيد والعالم للعامل والبربرى لليونانى لان الرجل اعلى منزلة منها))
أما افلاطون : فكان يشكر الآلهة على انها خلقته حرا لا عبدا ورجلا لا امرأة
وقد نصت شرائع صولون والتى كانت من اشهر تشريعات اليونان على ان العمل الذى يقوم به الانسان تحت تأثير المرأة عمل باطل قانونا، لذا فلا عجب ان ترى ان المجتمع اليونانى كان يعامل النساء معاملة فى غاية المهانة والمذلة لدرجة انهن كن يبعن ويشترين فى الاسواق وكى يجزن لمن يرون ابتياعهن ان يختبروهن كما تختبر الكلاب – على حد تعتبر ولـ ديورانت – وكان من حق المشترى ان يستخدمهن فى البغاء للانتفاع بأجورهن واعترفت آثينا رسميا بالبغاء وفرضت ضرائب على البغايا وبذلك انتشرت بيوت البغاء فى جميع انحاء اليونان وكان رسم دخول هذه البيوت (اوبله واحدة) وكان الداخل يجد فيها البنات فى اثواب لا تكاد تستر منهن شيئا وكان يسمين بالعاريات وكان فى وسع طالب اللذة ان يعقد الصفقة التى يريدها والزمن الذى يبتغيه ويتفق مع رب البيت على ان يستأجر بنتا تعاشره اسبوعا او شهرا او سنه وكانت البنت احيانا تؤجر بهذه الطريقة لرجلين او اكثر من رجلين فى وقت واحد وتوزع وقتها بينهم حسب مواردهم المالية وقد اقر المشرعون انفسهم هذا الضرب من الاستغلال الخسيس حتى ان صولون نفسه قد نظم البغاء الرسمي وأنشا منازل خاصة للبغايا واشترى عددا كبيرا من الإماء ووزعهن على هذه المنازل لتنتفع الدولة بأجورهن وقد أطرى كبير مؤرخيهم سترابون
على هذا العمل واعتبره من المشروعات الوطنية الجليلة لأنه على حد قوله ((تجذب الاجانب للبلاد فينفقون فيها اموالهم فتنتعش بذلك اقتصادياتها ويزيد دخلها القومى))
وبجانب هذا البغاء التجارى كان يجوز للسيد أن يستخدم أمته فى نوع آخر من البغاء الدينى.
وذلك بأن تزاول الأمة البغاء فى معبد من معابد الآلة فينوس على أن يخصص دخله من ذلك لصندوق المعبد نفسه وقد أنتشر هذا التقليد فى مختلف بلاد اليونان. واعتبر تقديم الاماء على هذا النحو من الآعمال التى يتقرب بها الناس الى الآلهة . حتى لقد كان الأغنياء وقواد الجيش ينذرون للآلهة فينوس عددا من هؤلاء الاماء اذا تحقق لهم مآرب أو انتصروا فى حرب حتى ازدحمت معابد هذه الآلهة بهذه الطائفة من الفتيات .
وكانت من أشهر البغايا عندهم أركيانسا التى كانت تسلى أفلاطون ، ودانى التى علمت ابيقور فلسفة اللذة.
واصبح من العادات المألوفة لديهم أن ترقص النساء أمامهن عاريات تماما وخاصة فى الاحتفالات أمام الملوك.
ولما كان المجتمع اليونانى من المجتمعات الحربية فكان فى حاجة مأسة الى كثرة الأبناء فكانوا يرون أن عقم الزوجة سببا كافيا لطلاقها لأن الغرض من الزواج هو إنجاب الأبناء وقد عبر عن ذلك بوستين (خطيب اليونان الشهير) بقوله: ( اننا نتخذ الزوجات ليلدن لنا الأبناء الشرعيين فقط).
المرأة فى الحضارة الهندية
اما فى الحضارة الهندية فقد نزلت المرأة فيها منزلة الإماء فكان الرجل قد يخسر امرأته فى القمار. كما كان وأد البنات شائعا فى الهند كما كان شائعا عند العرب فى الجاهلية
ومن المقدسات الهندوسية (قوانين مانو أبى البشر) ومانو شخصية اسطورية مقدسة وتعرض قوانين مانو للمعاملات المالية وغيرها من شئون البشر.
وكانت أساطير مانو هذه تضع المرأة في مكان منحط تعس وتعتبرها مخلوقا نجسا يجب التحرز منه
وجاء في الكتب الهندية المقدسة ((عندما خلق مانو النساء فرض عليهن حب الفراش والمقاعد وحب الزينة والشهوات الدنسة والغضب والتجرد من الشرف وسوء السلوك فالنساء دنسات كالباطل نفسه وهذه قاعدة ثابتة وطبيعة المرأة أن تغوى الرجل في هذه الحياة الدنيا))
وكان مانو يقول ((ان للنساء شهوات دنسة وهن يظهرن سوء السلوك وقليلا من الطواعية ولذلك يجب ان يتجرعن كأس المذلة بالليل والنهار))
اما بوذا فكان يقول : خير للانسان العاقل ان يقع بين فكى نمر مفترس او تحت سيف الجلاد من أن يساكن المرأة او يحرك فى نفسه الشهوة
وكان اتباع اليوجا الذين يمسحون اجسامهم بالرماد وزهاد الشرق عامة ذوو الشعور المتلبدة وكهنة بوذا كلهم من العزاب وهم يقولون (لاسبيل للوصول الى مرتبه الكمال المطلق الا بحياة العزوبة)
كما كان محرم على المرأة الهندية ان تدرس الكتب الدينية واسفار الفيدا او ان تشترك فى تقديم القرابين الى أرواح الاسلاف او الآلهة ، كما كان محتوما عليها ان تظل مملوكة لابيها بكرا ولبعلها ثيبا ولأولادها ايما
فشريعة مانو تقول ((ان المرأة تابعة لوالدها فى طفولتها ولزوجها فى شبابها فاذا مات زوجها تبعت ابناءها وان لم يكن لها ابناء تبعت اقارب زوجها لانه يجب ان لا تترك المرأة لنفسها فى حال من الاحوال))
كما كانت المرأة الهندية محرومة من الميراث فشريعة مانو تنص على ان يقسم الميراث بين الاولاد الذكور بالتساوى اما البنات فلا يرثن لانهن يعشن فى كنف الاسرة ونصت ايضا ان ثلاثة اشخاص لا يجوز لهم ان يملكوا شيئا الزوجة والابن والعبد فكل ما يكسبه هؤلاء يصبح ملكا لسيد الاسرة
وتعتبر شريعة مانو الزنا مع أبشع الجرائم وتضع له عقوبات مختلفة منها الغرامة والقتل وتنص أيضا على انه لا يجوز للرجل ان يطلق امرأته بسبب مرض ولكن له ان يطلقها إذا بقيت مدة طويلة بغير ولد فالمرأة ذات الولد لها احترامها وتتمتع ببعض الامتيازات منها ان تستعمل المعدية بغير أجر كما يفعل البراهمة
المرأة فى الحضارة الصينية
اما الصينيون فقد كانوا كالعرب فى ايام الجاهلية يكرهون البنات وكان الاب اذا بشر بمولدها حملها فورا الى السوق باحثا عمن يشتريها بأبخس الاثمان فاذا لم يجد الشارى وهبها لأول عابر سبيل فاذا لم يجد من يأخذها منه اخذها الى مكان مهجور وخنقها او اغرقها أو وأدها وهى حيه اما ان كان رحيما بها فانه يتركها فى الحقول يقضى عليها صقيع الليل والحيوانات الضارية وكانوا يفعلون ذلك لانهم كانوا يعتبرون البنات عبئا عليهم لانهم يربونهن ولا ينالهم من ذلك الا ان يبعثوا بهن متى كبرن الى بيوت ازواجهن ليعملن فيها ويلدن ابناء يكبرون لاسر غير أسرهم بعكس الذكور الذين يدافعون عن البلاد فى ميادين القتال ويعملون فى الحقول ويقربون القربان الى الاباء والاسلاف
لذلك كان الاباء يدعون فى صلواتهم ان يرزقوا أبناء ليقدموا لهم القرابين بعد وفاتهم وكان من اشد اسباب المذلة الدائمة الا يكون لهم أبناء ذكور وكانت تسود الصين فى القرن السادس ديانه (لاوتسو) وهذه الديانة والتى تحولت الى وثنية فى عهد قريب تعنى بالنظريات اكثر منها بالعمليات وكان اتباعها متقشفين زاهدين لا يتزوجون ولا ينظرون الى المرأة ولا يتصلون بها اتصالا وفى حين اباحت شريعة (ليكى) للرجل بان يجمع بين مائة وثلاثين امرأة واشتهر اباطرة الصين القدماء بوفرة عدد الحريم وقد ذكروا ان الامبراطور (كن) آخر عواهل عائلة (يو) الشهير بقساوته وبسفاهته جمع فى قصره نحو ثلاثين الف امرأة
وفى عهد كنفوشيوس كان سلطان الاب سلطانا فى جميع الامور فكان فى وسعه ان يبيع زوجته وابناءه ليكونوا عبيدا وان لم يفعل هذا الا اذا الجأته اليه الضرورة القصوى وكان يتناول طعامه بمفرده لا يدعو زوجته ولا ابناءه الى المائدة معه الا فى اوقات قليلة نادرة واذا مات كان ينتظر من ارملته الا تتزوج بعده
المرأة في الحضارة الرومانية
اما فى الحضارة الرومانية فقد كانت المرأة تعتبر متاعا مملوكا للرجل وسلعة من السلع الرخيصة يتصرف فيها كيف يشاء وكانوا يعتبرونها شرا يجتنب وانها مخلوقة للمتعة وهى دائما خاضعة للرجل أبا وزوجا يملك مالها ويقيم عليها قبل موته وصيا فهى فى نظره ونظر المجتمع أمة لا قيمة لها بيد ابيها وزوجها حق حياتها وحق موتها واذا كانت ملك ابيها فى شبابها فانه الذى يختار لها زوجها فاذا ما تزوجت ملكها زوجها وفى ذلك يقول جايوس ((توجب عادتنا على النساء الرشيدات ان يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن))
وعلى كثره المشرعين فى روما فانهم لم يحفلوا بالمرأة ولم يعترفوا لها بحق وانما عينوا ما عليها من واجب وهى فى نظرهم أمة شرعية يتصرف فيها رب الاسرة كما يتصرف فى عبيده وقطعانه ومن الغريب ان اجتماعا عقد فى مجتمع روما للبحث فى شؤون المرأة فقرر انها كائن لا نفس له او خلود وانها لن ترث الحياة الأخروية وانهارجس ويجب الا تأكل اللحم والا تضحك والا تتكلم وعليها ان تمضى جميع اوقاتها فى الخدمة والخضوع وبلغ من احتقارهم لها ان منعوها من الكلام وحتى يمنعوها من الكلام جعلوا على فمها قفلا كانوا يسمونه (اموزليير) فكانت المرأة من اعلى الاسر وادناها تسير فى الطرقات وفى فمها قفل وتروح وتغدو فى دارها وفى فمها قفل من حديد ؟
وهذا عد العقوبات البدنية التى كانت تتعرض لها المرأة انها اداة الاغواء وآلة التسويل ، ويستخدمها الشيطان لافساد القلوب وكانوا يسكبون الزيت الحار على ابدان النساء التعيسات ويربطون البريئات بذيول الخيول ثم يجرونها بأقص سرعة كما يربطون الشقيات بالاعمدة ويصبون النار على ابدانهن
كما تقدم بعض اعضاء مجلس التربيون الرومانى يحرم على المرأة التملك لاكثر من نصف اوقيه من الذهب وان لبس ملابس مختلفة اللون والا تركب عربات الى مدى ميل من روما الا فى بعض الحفلات العامة
كما عرف الرومان الطلاق وقد طلق الخاصة والقياصرة كما طلق الشعب فان يوليوس قيصر طلق مرتين ، وانطونيو طلق ثلاثا ، واوكتافيو طلق اربعا وظل الطلاق منتشرا حتى حففت المسيحية من شرته وكان الطلاق عندهم لأتفه الاسباب فهذا (سينكا) الفيلسوف الرومانى يندب كثرة الطلاق ويشكو تفاقم خطبه بين بنى جلدته فيقول (لم يعد الطلاق اليوم شيئا يندم عليه او يستحيا منه فى بلاد الرومان وقد بلغ من كثرته وذيوع امره ان جعلت النساء يعدون اعمارهن باعداد ازواجهن)
المرأه عند العرب
نجد أنفسنا أمام وضع مختلط. فوفقًا للعرف القبلي الذي كان بمثابة القانون القائم آنذاك، لم يكن للمرأة كقاعدة عامة أي وضع قانوني يُذكر، لقد بيع النساء عن طريق أولي أمورهن والذين كانوا بدورهم "كتجار إناث" يقبضون الثمن في المقابل، وكان هذا الزواج قائم على الإرادة المنفردة للزوج، ولم يكن للنساء الحق في الملكية أو الإرث.
ويذهب بعض الكُتاب، بأن المرأة كانت أكثر تحررًا قبل الإسلام عن ماكان عليه وضعها بعده، ويستشهدون على ذلك بالزواج الأول لمحمد نبي الإسلام؛ والذي كان زواجًا عن طريق طلب خديجة بنت خويلد حيث أرسلت إحدى صديقاتها؛ وهي نفيسة أخت يعلى بن أمية إلى النبي محمد تعرض عليه الزواج من خديجة، وكانت خديجة سيدة في قومها وتاجرة ذات مال. وكذا يُعول هؤلاء الكُتاب على نقاط أخرى منها عبادة العرب للات وهي إحدى الأصنام التي عبدها العرب قبل الإسلام وكانت هي والصنمين مناة والعزى يُشكلن ثالوثًا أنثويًا عبده العرب وبالخصوص ممن سكن مكة.
وتعتبر المؤرخة السعودية هاتون الفاسي أن حقوق المرأة العربية تضرب بجذورها في عمق التاريخ، و تستعين بذلك بأدلة من الحضارة النبطية القديمة الموجودة في الجزيرة العربية، فقد وجدت أن المرأة العربية في ظل هذه الحضارة كانت تتمتع بالشخصية القانونية المستقلة، وأشارت الفاسي إلى أن المرأة فقدت الكثير من حقوقها في ظل القانون اليوناني والروماني قبل دخول الإسلام، وقد تم الإبقاء على هذه المعوقات اليونانية الرومانية في ظل الإسلام.
ويختلف وضع المرأة على نطاق واسع في جزيرة العرب قبل الإسلام من مكان لآخر نظرًا لإختلاف الأعراف والعادات الثقافية للقبائل التي كانت متواجدة آنذاك؛ حيث كانت قوانين المسيحية واليهودية مهيمنة للغاية بين الصابئة والحميريون في الجنوب المزدهر من المنطقة العربية. في أماكن أخرى مثل مكة المكرمة حيث مولد النبي محمد كان لمجموعة من القبائل الحق في المكان؛ وكان ذلك أيضًا ينطبق مابين ساكني الصحراء من البدو، ويختلف الوضع باختلاف العرف من قبيلة لأخرى، وبالتالي لم يكن هناك تعريف واحد لا للدور الذي اضطلعت به المرأة
فتجد في بعض ان المرأه أمه تباع وتشتري وفي بعض قد حملت القبائل العربية , أسماءً داله علي الانتساب للأنثي , مثل كنده وثعلبه وساعده وبني اُميه
الفصل الثالث
أساطير نسائيه
اذا تكلمنا عن الاساطير النسائيه فليليث هي اول ما يخطر ببالنا
برزت شخصية (ليليث) للمرة الأولى حوالي عام 3000 ق.م كشيطانة أو روح مرتبطة بالرياح والعواصف فعرفت باسم (ليليتو) لدى (السومريين) باللغة الأكادية في حين أن لفظ (ليليث) قد ظهر للوجود حوالي عام 700 ق.م في المعارف اليهودية باللغة العبرية..حيث ظهرت في طبعة الكتاب المقدس(العهد القديم) الخاص بالملك (جيمس) باعتبارها شيطان الليل واتخذت شكل بومة نائحة..وقد أشار لها النص باعتبارها روح أو ريح حاملة للأمراض..
وكلتا الكلمتين تردان إلى الأصل (ليل) (Lyl ) وتعني الليل وتترجمان حرفيا بمعنى (كيان ليلي أنثوي)
للفظ (ليليث) جذر لغوي في الفصيلة السامية والهندو-أوروبية ..
فالاسم السومري (ليل) نجده ممثلا في اسم إله والرياح والعواصف (أنليل) وكذلك زوجته سيدة الهواء(نينليل) وهي ربة الرياح الجنوبية الحارة التي تعطي الحرارة للنساء أثناء الولادة ما يؤدى لقتلهن مع أطفالهن (المقصود هنا هو حمى النفاس)
ومن المعروف أن آلهة الشر في الحضارة السومرية ثلاثة :
(ليلو)- (ليليتو)- (أردات)
نشأة الأسطورة:
(ليليث) : شيطانة عواصف بلاد الرافدين..ترافق الريح..وتحمل معها المرض والموت...
ظهر اسم (ليليث) في قرص طيني سومري من مدينة (أور) يعود إلى سنة 2000 ق.م
وتحكي الأسطورة أن إله السماء أمر بإنبات شجرة صفصاف على ضفاف نهر (دجلة) في مدينة (أورك)
وبعد أن ترعرعت الشجرة اتخذ تنين من جذورها بيتا له بينما اتخذ طائر مخيف من أغصانها عشا له في حين كانت (ليليث) تعيش في جذع الشجرة..وعندما سمع (جلجامش) ملك (أورك) بهذه الشجرة حمل سيفه ودرعه وقتل التنين واقتلع الشجرة من جذورها بينما هربت (ليليث) مع الطائر إلى البرية..
لذلك تعد شجرة الصفصاف بالنسبة ل(ليليث) كالتابوت بالنسبة لمصاصي الدماء في المعتقدات الشعبية
وفي المعتقدات السومرية القديمة تسمى (ليليث) ب(يد أيناندا) وهي الآلهة الأم التي كانت ترسل (ليليث) إلى الطرقات لإغواء الرجال وإحضارهم إلى المعبد حيث تقام حفلات الإخصاب المقدسة
النداهه
(أم الدويس) الإماراتية أو (عيشة قنديشة) المغربية أو (كوشيساكي أونا) اليابانية..ولكني وجدت أنهن كلهن صور كربونية من (النداهة) اللهم إلا من بعض الفوارق الشكلية البسيطة التي تتوافق مع بيئة كل أسطورة منهن
كما تدور الروايات، يمكن أن يقتصر ضرر النداهة على الجنون، في حين أنها يمكنها التشكل بأكثر من شكل وأكثر من حجم لنفس الشكل ومن الطرق التي يمكن قتلها بها هي ذكر الله ورش الملح عليها، مع عدم النظر إلى وجهها وعدم الرد على ندائها
ليس بالضرورة أن يموت الشخص في اليوم التالي أو يصاب بالجنون بشكل كامل، فقط يحدث ما يمكن أن نقول عليه بعض الهلاوس النفسية كأن تجد الشخص يتحدث مع نفسه ويبدأ بالتردد كثيرا على التجول داخل الأراضي الزراعية، ومن الصعب عليك تعقبه ومعرفة أي الأماكن التي يذهب إليها بالتحديد.
يقال أيضا عن تلك الأسطورة أن النداهة أحيانا تقع في حب أحدهم وتأخذه معها إلى العالم السفلي وتتزوج منه، وفي هذه الحالة يختفي الشخص كليا ويظهر بعدها فجأة إلا أنه يتوفى، بعد ذلك ويقول البعض أن وفاته هي بسبب أنه تخلي عن عالمها السفلي وعنها وتنتقم هي منه بقتله خوفا من كشف أسرار عالمها، لذلك يموت البعض في اليوم التالي أو يصاب بالجنون أو يختفي تماما.النداهة وهى مخفية وذات صوت جميل تسحر قلبك وتناديك باسمك كانك لم تسمع اسمك من قبل وقد عرفناها من جدودنا ومن احد الافلام العربية الذى يحمل نفس الاسم
كما تدور الروايات، يمكن أن يقتصر ضرر النداهة على الجنون، في حين أنها يمكنها التشكل بأكثر من شكل وأكثر من حجم لنفس الشكل ومن الطرق التي يمكن قتلها بها هي ذكر الله ورش الملح عليها، مع عدم النظر إلى وجهها وعدم الرد على ندائها ولقد ظهرت العديد من القصص والحكايات حول موضوع النداهة ليس بالضرورة أن يموت الشخص في اليوم التالي أو يصاب بالجنون بشكل كامل، فقط يحدث ما يمكن أن نقول عليه بعض الهلاوس النفسية كأن تجد الشخص يتحدث مع نفسه ويبدأ بالتردد كثيرا على التجول داخل الأراضي الزراعية، ومن الصعب عليك تعقبه ومعرفة أي الأماكن التي يذهب إليها بالتحديد. يقال أيضا عن تلك الأسطورة أن النداهة أحيانا تقع في حب أحدهم وتأخذه معها إلى العالم السفلي وتتزوج منه، وفي هذه الحالة يختفي الشخص كليا ويظهر بعدها فجأة إلا أنه يتوفى، بعد ذلك ويقول البعض أن وفاته هي بسبب أنه تخلي عن عالمها السفلي وعنها وتنتقم هي منه بقتله خوفا من كشف أسرار عالمها، لذلك يموت البعض في اليوم التالي أو يصاب بالجنون أو يختفي تماما.
يفسر علماء النفس بأن "النداهة"-أي التي تنادي- تقع في حب (المندوه) بالكبت العاطفي لدي الشخص الذي تقوم النداهة بندائه ومحاولته لجذب الاهتمام والتنفيس عن مشاعر الكبت في صورة هلوسات إرادية أو لا إرادية تعبر عن اهتمام النداهة به. وككل الأساطير ذات المنطق الثعباني الذي يأكل نفسه فإن من يرى النداهة لا يعيش ليحكي عما رآه وبالتالي لايمكن وصف النداهة بالتحديد وهذا ما طبع في الأذهان صورة أنها امرأة جميلة جدا وغريبة لتتوافق هذه التفاصيل مع منطق الأسطورة وحتى لا نستطيع تكذيب أحد المدعين بوجود النداهة . أسطورة النداهة ليس الوحيدة في العالم ففي مجتمعات أخرى كانت تسري أساطير مشابهة حيث تنتشر في اليابان أسطورة المرأة ذات الفم الممزق وفي الخليج العربي أسطورة أم الدويس ولعل ما يجمع ما بين تلك الأساطير هو تركيزها على فكرة إغواء المرأة للرجل والهدف منها تحذير الخروج في الليل حفاظاً على السلامة والابتعاد عن اللحاق بأي امرأة وهكذا يحد المجتمع من انتشار الرذيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق