أكد مصدر أمني عراقي أن المتظاهرين الغاضبين الذين اقتحموا السبت، المنطقة الخضراء، مقر الحكومة العراقية ببغداد، يحاولون التضييق على أعضاء مجلس النواب وكبار السياسيين العراقيين، الذين لجأ بعضهم إلى السفارة الأمريكية لغرض الحماية، في حين تشهد العاصمة العراقية توتراً شديداً.
وقال المصدر لمراسل "الخليج أونلاين" إن عدداً من السياسيين؛ بينهم رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، لجؤوا إلى السفارة الأمريكية للحصول على الحماية، بعد أن تعرض زملاء لهم لـ"ضرب مبرح" على يد المتظاهرين الغاضبين، الذين اقتحموا المنطقة الخضراء.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن المتظاهرين حاصروا مدخل مطار بغداد؛ وذلك "لمنع السياسيين من الهرب".
وأشار إلى أن السفارة الأمريكية بدورها طوقت بنايتها بقوات أمريكية وعراقية لمنع المتظاهرين من الوصول إليها.
وتشهد العاصمة العراقية، حالياً، حالة من التوتر والفزع، في حين بدت الحركة شبه متوقفة، لا سيما مع إعلان مليشيا سرايا السلام، التابعة للتيار الصدري، حالة استنفار وانتشار مقاتليها سرايا في عدد من المناطق وهم مدججون بالأسلحة.
واقتحم متظاهرون من أنصار التيار الصدري، السبت، المنطقة الخضراء (تحوي المقرات الحكومية، وأكثر مناطق العراق تحصيناً) ودخلوا مجلس النواب، مرددين هتافات تشيد بزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع مصورة لأنصار التيار وهم يدخلون الخضراء، ويقتحمون مقر مجلس النواب، الذي بدا خالياً بعد هروب موظفيه.
وعمد المقتحمون إلى تحطيم أثاث، وشرعوا بأعمال تخريب في داخل مبنى مجلس النواب.
جاء ذلك بعد بيان لمقتدى الصدر، هاجم خلاله الكتل السياسية "المصرة على المحاصصة"، واتهمها بمحاولة "ذبح الإرادة الشعبية، والإجماع على وأد الحركة الإصلاحية الحقيقية"، وأكد أنه "لم ولن يرضى بالمحاصصة المقيتة".
وأعلن الصدر مقاطعة جميع السياسيين، مؤكداً بالقول: "ننتظر الثورة الكبرى، إما المحاصصة أو إسقاط الحكومة".
وأعلن كذلك الاعتكاف لشهرين رفضاً للمحاصصة وعودة الفساد، واستنكاراً لـ"تقصير" بعض الطبقات الشعبية، وأوقف العمل السياسي في كل مفاصل التيار الصدري، ولكنه استثنى العمل السياسي لتشكيل كتلة "عابرة للطائفية"، ودعا كتلة الأحرار لمقاطعة جلسات مجلس النواب "ذات المحاصصة".
وحال انتهاء الخطاب اقتحم أنصار الصدر المنطقة الخضراء، وهم يرددون هتافات وشعارات تأييدية لمقتدى الصدر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق